ايلاف من لندن: في مسعى لانهاء الاضطرابات التي تشهدها محافظة ذي قار العراقية الجنوبية المضطربة، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الثلاثاء تعيين مرشح لمتظاهريها محافظا جديدا لها فيما اصدر قضاء المحافظة امرا باعتقال ضابط كبير وثلاثة من افراد حمايته بتهمة قتل محتجين فيما اغتال مسلحون قياديا في التيار الصدري.

وبعد مقابلة الكاظمي منفردا لمرشح متظاهري محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) طبيب القلب الدكتور أحمد غني الخفاجي حيث ناقش معه مشكلات المحافظة ومقترحاته لحلها فقد تم تكليفه بتولي منصب المحافظ فيما ابلغ مصدر عراقي "ايلاف" انه ستتم الموافقة على صدور الامر الديواني بتعيينه رسميا خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي اليوم وكذلك على تعيين علي الخراساني نائبا له.

والخفاجي (50 عاما) هو من أبناء المحافظة طبيب اختصاص تكنولوجيا تقنيات القلب والاوعية في مركز القلب بادارة صحة المحافظة وخريج كلية الطب في جامعة البصرة ومن جامعة ارهوس في الدنمارك وله عدة مؤلفات.

وفي أول تصريح له أكد المحافظ الجديد عقب تكليفه بالمنصب انه يملك خططا شاملة للنهوض بواقع المحافظة "وقد وضعت هذه الخطة بالتعاون مع خبراء واستشاريين مختصين في مختلف القطاعات". واضاف في تصريح لوكالة "شفق نيوز" العراقية تابعته "ايلاف" ان "هدفي الأول تحقيق الأمن والأمان في المحافظة وبعدها نتجه إلى الأعمار والاستثمار من خلال استقطاب الشركات حيث سنسعى لاستغلال الأموال المرصودة للمحافظة لتحقيق طموحات أبناء ذي قار".

وشدد الخفاجي بالقول "ليس لدينا اي تقاطعات او خطوط حمراء مع مديري دوائر المحافظة خاصة من ناحية الانتماء السياسي ومعيار بقاء مدير الدائرة مستقبلا هو الكفاءة والنزاهة بالعمل". وقال "جئت لمنصب محافظ كممثل عن فقراء الوطن وشهداء تشرين وكتلتي الرئيسية هي الشهداء الراقدين في مقبرة (وادي السلام) في النجف وليس كما يشاع باني مدعوم من كتلة سائرون" الصدرية.
وكان الكاظمي قد أقال محافظ ذي قار السابق ناظم الوائلي في شباط فبراير الماضي عقب اندلاع احتجاجات عنيفة خلفت العشرات من القتلى والمصابين وكلف رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي بإدارة المحافظة بشكل مؤقت.

اغتيال قيادي صدري
جاء هذا التطور بعد ساعات من صدور أمر بأعتقال بحق ضابط في الجيش العراقي برتبة عقيد وثلاثة من أفراد حمايته بتهمة قتل متظاهرين.

واصدر محكمة تحقيق الناصرية (عاصمة محافظة ذي قار) أمر قبض بحق ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي وثلاثة جنود من حمايته الشخصية بتهمة قتل ثلاثة من المتظاهرين في المحافظة.

بالتزامن مع ذلك، اعلن مصدر امني في محافظة ذي قار مساء امس عن اغتيال مسؤول كبير في التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وقال المصدر ان مسؤول مكتب العشائر في التيار الصدري علي الزيرجاوي قد اغتيل برصاص مجهولين شرق مدينة الناصرية عاصمة المحافظة.

يشار الى ان ذي قار شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها والتي اندلعت في محافظات اخرى أيضا في تشرين الاول اكتوبر عام 2019 مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.

وكانت هذه الاحتجاجات الشعبية قد تفجرت مليونية في العاصمة وتسع محافظات وسطى وجنوبية ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين وادت الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته في الاول من تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه واختييار الكاظمي بديلا.