ايلاف من لندن: اعتبر قائد مليشيا عراقية موالية لايران استئناف الهجمات على السفارة الاميركية قد جاء لعدم تنفيذ شروطا بالانسحاب الكامل للقوات الاميركية وتوقع انحسار حدة الصراع الاميركي الايراني بعد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الاميركية، معتبرا ان التهديد العسكري التركي المقبل للعراق سيكون أشد وأخطر من التهديد العسكري الأميركي.

وقال الامين العام لمليشيا عصائب اهل الحق العراقية قيس الخزعلي إن استئناف قصف السفارة الاميركية في بغداد بعد توقف استمر اسابيع جاء لانتهاء الهدنة مع الأميركيين، "لان شروطها لم تتحقق بالاعلان رسميا عن الانسحاب الكامل لقواتهم من العراق" .. مؤكدا على ما قال انه "الحق الكامل المشروع بالتصدي العسكري للقوات الأجنبية بجميع الوسائل المتاحة".

ونفى الخزعلي في تصريحات لقناة العراقية الرسمية الليلة الماضية بعد يومين من عودة عمليات القصف الصاروخي ضد المنطقة الخضراء وسط العاصمة مستهدفة السفارة الأميركية ان يكون لممثلة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت أي دور في موضوع الهدنة مع الأميركيين، التي اعلن عنها منتصف الشهر الماضي منوها الى ان الشخص الأساسي الذي تدخل في موضوع الهدنة وحاول تجنيب البلد التداعيات هو هادي العامري زعيم تحالف الفتح.

واضاف أن الدستور العراقي لا يجيز إقامة أي قواعد عسكرية في البلاد إلا بموافقة البرلمان .. مستدركا بالقول "ان الوجود العسكري الأجنبي بعنوان فنيين وفق حاجة يقدرها القادة الأمنيون ليس احتلالاً" لكن وجود مقاتلين وفي قاعدة عسكرية مع أسلحة يعتبر وجودا أجنبيا يرفضه الدستور والبرلمان .

بايدن وانحسار الصراع الاميركي الايراني
وعد الخزعلي الحديث عن نقل السفارة الأميركية من بغداد حربا نفسية، وقال إن وصول بايدن إلى الرئاسة الاميركية سينتج عنه انحسار للصراع الاميركي الايراني. وعبر عن ارتياحه لخسارة ترمب الانتخابات الاميركية بسبب ما قال انه كان يعمل خارج سياقات السياسة الأميركية.

لكن الخزعلي قال إن السياسة الأميركية تجاه العراق "لاتريد للعراق والمنطقة الخير" بقدر ما هي تفضل الأمن الاستراتيجي لاسرائيل.

وفي ما يخص اداء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قال الخزعلي الى انه لم يكن مرشح الأغلبية المطلقة ومطلبها وإنما الواقع الجديد فرض تداعياته حيث اقتضت المصلحة مجيء رئيس وزراء شيعي غير مرتبط بإيران وقريب من أميركا والخليج وعلماني وليس إسلامياً على حد قوله .. معتبرا ان هناك ثقافة حاولت تأسيسها الماكنة الإعلامية الغربية بأن مشاكل العراق سببها رئيس وزراء شيعي إسلامي مرتبط بإيران .

السفير التركي يرفض كلام الخزعلي عن التهديد العسكري لبلاده
وفي ما يخص العلاقات العراقية التركية عبر الخزعلي عن اعتقاده بأن "التهديد العسكري التركي المقبل سيكون أشد وأكبر وأخطر من التهديد العسكري الأميركي" محذرا من ان المرحلة المقبلة ستشهد ما قال انها "النبرة الأردوغانية العثمانية المطالبة بحق تركيا في شمال العراق".

واليوم الجمعة رد السفير التركي في العراق فاتح يلدز على كلام الخزعلي بالتأكيد على ان هذه "المزاعم" لا أصل لها.

وكتب السفير يلدز على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة قال فيها "أتوجه الى العقلية التي تزعم بأن لتركيا اطماعاً في الاراضي العراقية. لا تبذلوا جهدا لا يفي نفعا من خلال المزاعم التي لا اصل لها والتي خلقتموها في عالم اوهامكم، من اجل لفت الانتباه نحو تركيا من اولئك الذين يشكلون تهديدا حقيقيا على سيادة ووحدة اراضي العراق".

والاربعاء الماضي، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي إن بغداد شهدت ليل الثلاثاء هجمات ارهابية مجرمة على المنطقة الخضراء وبعض المواقع العراقية راح ضحيتها مقتل طفلة واصابة 5 مدنيين بجروح، معتبرا ذلك هجوما على الحكومة والشعب العراقيين. واكد الوزير ان الحكومة مصرة على محاربة هذه الجهات المجرمة التي تهاجم المؤسسات العراقية.

وكانت قد اطلقت سبعة صواريخ في اتجاه سفارة الولايات المتحدة في بغداد في انتهاك هو الاول منذ شهر لهدنة اعلنتها الفصائل العراقية الموالية لايران .

واعلنت الفصائل الموالية لايران منتصف اكتوبر الماضي انها لن تستهدف السفارة الاميركية شرط ان تعلن واشنطن سحب كل قواتها بحلول نهاية العام.

وتحمل واشنطن كتائب حزب الله العراقي الاكثر تشددا مسؤولية نحو تسعين هجوما صاروخيا استهدفت منذ عام سفارتها وقواعد عراقية تضم جنودا اميركيين وقوافل لوجستية لمتعاقدين عراقيين يعملون لحساب الجيش الاميركي.

وجاء القصف بعد نحو ساعة من إعلان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميللر عن خفض عدد القوات الأميركية في العراق من 3200 عسكري الى 2500 عنصر، بحلول 15 يناير 2021.